أحتاج ...
احتاج كي أروي ظمأ الحياة
قصيدة مائية، يقطر من فواصلها الندى
ثرثارة كنافورة ماء لا تكف عن النشيد
و يوما زائدا عن حاجة الوقت
يوماً بطيئاً... رتيبَ الوجه والأعضاء
أحتاج من كسل الظهيرة قسطاً وافراً للظل
كي يجثو على رئة النهار
كي أحتسي كأس شايٍ ساخنٍ
تطفو عليه ورقتي نعناعٍ طازجٍ
وأغفو...
أحتاج مساحةً بيضاءً كافيةً لاندفاع المفردات
ونحلةً تدوي براسي، تهجس بالسؤال
من أين يأتي الحزن إلى قلبي؟
وكل ما حولي ملائمٌ وموائمٌ
لوحة لرهام محمود
كي يولد أجمل طفل
من قلمٍ لا تجف مفاصله
لأفقٍ ابيضٍ صافٍ وعالٍ
لقلبٍ يلهج النشيد
من أين يتسرب الملل إلى داخلي إذن؟
وأنا محصّنٌ إلى الما لا نهاية بالظروف المواتية
والفضاء الرحب ملك ريشتي... من أين؟
ألانني أراقب البعيد من هنا وانتظر الوداع
بلا ملل؟
أتوجس... من فراشةٍ تهوي على خدِّ الزهر
أخاف اصطدام الكواكب، من تثاؤب نجمةٍ
من ضحكةِ القمر البليد ... أخاف
ولكني مصرٌّ على إطفاء ظمأ المفردات
إلى قصيدتي المائية الأبعاد والألوان
إذن؛ لا بد من بحرٍ إضافي
لتكتمل المسافة بيني وبين قصيدتي
فالحبر ملائمٌ للبحر لوناً وأبجدية
أزرقْ ... أزرقْ
الورق والأقلام والأحلام تطفو على موج النشيد
ومراكبٌ تجثو على ميناء آمالٍ بعيدة
ازرق
ودمي يجري على الأوراق...
ازرق
ودمعي المنساب من مقل الضياع
أزرق
ودربُ موحشُ يفضي إلى جسرٍ معلق
من تحته وحشُ كبيرُ أملس الأعضاء...
أزرق
ووجدت نفسي، في بحر القصيدة
والسماء خاطت ثوبها المسدول بطرف البحر
أزرق
ما عدت أعرف أماءٌ أم سماءٌ؟!
أماءٌ أم سرابٌ...؟!
لا بل سرابٌ حقيقيٌّ
يغويني لأركض خلف التماعٍ لا نهائيٍّ
فأركض...
أركض
التقط آخر الأنفاس
الماء يعلو من كل اتجاهٍ
وأنا بموج قصيدتي الزرقاء
... أغرق
**
(شاعرة أردنيّة مواليد عمّان 1979، لها ديوان قيد النشر بعنوان "حين أحبّ")