لقاهرة : اتفق وزراء الصحة العرب على منع كبار السن والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة من أداء الحج هذا العام في السعودية بسبب مخاوف بشان فيروس الانفلونزا (اتش1 ان1
وقال المتحدث باسم الصحة العالمية إبراهيم الكرداني أن القرار يجب أن تقره حكومات وزراء الصحة بما في ذلك الحكومة السعودية رغم أن المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية حسين الجزائري قال ان من المرجح ان يجري الموافقه عليه.
وأوضح الكرداني أن بعض الفئات ستستبعد من الحج، الاشخاص فوق 65 عاما والاشخاص الذين يقل عمرهم عن 12 عاما والمصابين بأمراض مزمنة.
ومن جانبه ، قال وزير الصحة السعودي عبد الله الربيعة إن المملكة لن تقيد العدد الاجمالي للراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة هذا العام رغم انه من المتوقع أن تنخفض الاعداد.
وأضاف عقب اجتماع طارئ لوزراء الصحة العرب الاعضاء فى المكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الاوسط الاربعاء: "لن نغير النسبة المئوية لأي دولة، غيرنا اشتراطات معينة".
وتعالت مؤخرا بعض الدعوات بعدم استبعاد خيار عدم استقبال الحجاج القادمين من الخارج هذا العام في ظل تفشي المرض بسبب ما وصف بالقلق من أن تصبح السعودية من أكثر الدول عرضة لأعلى نسبة خطر الإصابة بالمرض، نظرا للعدد الهائل من الحجاج الذين سيفدون خلال أيام معدودة من كل أنحاء الأرض.
وأعرب مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ عن خشيته من أن يكون ما يكتب عن إنفلونزا الخنازير يتضمن الكثير من المبالغة والتهويل، في إشارة إلى دعوات بالامتناع مؤقتا عن تأدية مناسك الحج.
وكانت السعودية قد دعت في يونيو/حزيران كبار السن والمرضى وغيرهم من المسلمين غير اللائقين صحيا الى تأجيل الحج الى مكة.
ويتوجه حوالي ثلاثة ملايين مسلم من أكثر من 160 دولة الى مكه المكرمة في غرب المملكة العربية السعودية كل عام في واحد من أكبر التجمعات الدينية في العالم.
ويصادف الحج هذا العام شهر نوفمبر /تشرين الثاني بينما يمكن القيام بالعمرة في أي وقت من العام، لكن الكثيرين يفضلون أداءها في شهر رمضان الذي يبدأ في اغسطس/ آب.
مراكز طبية
وقال وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي إنه سيتم تحديد مراكز طبية معتمدة في مصر والسعودية من أجل الكشف على الحجاج والمعتمرين واستبعاد من لا تنطبق عليه الشروط منهم.
وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت عن تشكيل لجنة علمية موسعة من الوزارة بهدف وضع إجراءات احترازية من مرض إنفلونزا الخنازير أثناء موسم الحج.
رأي طبي
من ناحية اخرى، نفى الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف تلقيه حتى الآن أية مخاطبة من وزير الصحة أو أية جهه أخرى معنية بطلب الرأى الشرعى بالنسبة لإمكانية تأجيل العمرة والحج هذا العام لانتشار فيروس إيه (إتش 1 إن 1) المعروف بإنفلونزا الخنازير وتسببه فى وفاة أول مصرية بعد عودتها من أداء العمرة مؤخرا.
وقال شيخ الازهر ، فى تصريح له : "وزارة الصحة فى مصر ومنظمة الصحة العالمية هما الجهتان المعنيتان بشكل خاص بتحديد مدى خطورة هذا المرض صحيا ومخاطبة المؤسسة الدينية لأخذ الرأى الشرعى بهذا الصدد".
وأعرب الدكتور طنطاوى عن استعداده لتقديم الرأى الشرعى ودعوة مجمع البحوث الإسلامية الذى يترأسه للانعقاد فى أى وقت لبحث إمكانية إصدار رأى شرعى لتأجيل العمرة عندما يتلقى من الجهات المعنية ما يفيد ذلك.
وشدد شيخ الازهر على ضرورة اتباع النصائح الطبية والإجراءات الوقائية التى تعلن عنها الجهات المعنية للحيلولة دون انتشار هذا المرض أو الإصابة به من أجل الحفاظ على النفس وهو يدعو إليه الدين الإسلامى حيث يحث على النظافة والأخذ بالأسباب.
وفي نفس السياق أكد الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ، أن الإفتاء بجواز تأجيل العمرة بسبب المخاوف من انتشار الوباء الحديث المعروف بإنفلونزا الخنازير ، إنما يتوقف على الرأي الفني والطبى الذي تبديه الجهات المسئولة مثل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المحلية حول درجة خطورة الوباء ، وذلك باعتبار أن المسئولين في الجهتين من أهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم عند عدم المعرفة .
وقال فضيلة المفتى - فى تصريح له الاثنين بعد إعلان وزارة الصحة عن وفاة أول حالة مصابة بإنفلونزا الخنازير - إن الشرع يفرض على المسلم وجوب الالتزام بالإرشادات الصحية التي تحددها الجهات المعنية وعدم مخالفتها إذا تبين أن الوضع وصل إلى درجة الوباء المسبب للخطر المحدق والضرر الشامل بصحة الناس وحياتهم فيكون دفعه واجبا أخذا بقاعدة "درء المفاسد مقدم على جلب المنافع" وقاعدة "الضرر يزال وإزالته تكون بالقضاء على العوامل المسببة له".
وشدد المفتى على أن أخذ المسلم للحذر محافظة على الصحة لا يتنافى مع التوكل على الله .. مستشهدا بما ورد عن عمر بن الخطاب بقوله: "نفر من قدر الله إلى قدر الله ".
وأضاف الدكتور على جمعة أنه إذا كان الوباء شديدا ، أصبح الذهاب إلى العمرة من الأمور المساعدة على انتشار الوباء ويعتبر بمثابة الإلقاء بالنفس في التهلكة حيث يقول الله تعالى " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "