الجزائر : وجهت حركة النهضة ( تيار إسلامي معارض) مساءلة كتابية لخليدة تومي وزيرة الثقافة في البرلمان بسبب ما أسمته " تبذير المال العام" و"العري" في المهرجان الثقافي الإفريقي في طبعته الثانية الذي أسدل الستار عليه الاثنين الماضي.
ونقلت جريدة " القدس العربي " عن النائب محمد حديبي عن حركة النهضة قوله في اتصال هاتفي " ان المساءلة سلمت الثلاثاء إلى إدارة مجلس الشعب (البرلمان) " ، مشيرا إلى أنه إذا كان جواب الوزيرة غير مقنع سيتم توجيه سؤال شفهي لها، وإلا فإن الأمور يمكن أن تتطور إلى لجنة تقصي حقائق برلمانية في القضية.
وأضاف النائب حديبي أن المهرجان الإفريقي الذي أسدل عليه الستار الاثنين الماضي كان مهزلة حقيقية، على اعتبار أن ميزانية المهرجان بلغت حوالى 100 مليون يورو، مشيرا إلى أن ميزانية وزارة الثقافة عام 2009 تضاعفت 4 مرات مقارنة بعام 2008، دون أن تكون هناك خطة واضحة لإنعاش الثقافة وإحيائها في مختلف المجالات.
وأوضح أن المهرجانات التي نظمتها الجزائر بداية من تظاهرة سنة الجزائر في فرنسا عام 2003، ثم الجزائر عاصمة الثقافة العربية عام 2007 وأخيرا المهرجان الإفريقي صرفت فيها أموال ضخمة بلغت مئات الملايين من الدولارات، وهي مبالغ كانت تكفي لبناء آلاف المساكن وعشرات المدارس لو لم تبذر بتلك الطريقة العشوائية.
وذكر بأن وزارة الثقافة أضحت تنظم مهرجانات الهدف منها تبذير المال العام واقتسام الريوع، مشيرا إلى تجاوز المرسوم الرئاسي الذي يؤكد أن الصفقات الكبيرة يجب أن تمر عبر المناقصة، فأقدمت الوزارة على منح الصفقات في إطار المهرجان الإفريقي بالتراضي لمجموعة من أصحاب الشركات، دون أن يكون هناك أي مبرر لذلك، على اعتبار أن المهرجان مبرمج منذ سنتين، وكان بالإمكان إخضاع كل الصفقات إلى مناقصات يشارك فيها كل من يهمه الأمر.
وأكد النائب حديبي على أن المهرجان الإفريقي الأخير حمل مشاهد صادمة ومناقضة للأخلاق العربية والإسلامية، مشددا على أن مظاهر العري والرقص الفاضح الذي قامت به راقصات من إفريقيا السوداء شيء مرفوض، خاصة وأن تلك المشاهد وقعت أمام شباب مكبوت وغير قادر حتى على الزواج.