الرياض: بدأت مجموعة من الفتيات السعوديات فى ابتزاز الشباب عن طريق دفع فواتيرالتليفونات والحصول على هدايا ذهبية، والانتهاء بسداد تكاليف الزواج من رجل آخر، بما فيها نفقات الفندق، وتذاكر السفر لقضاء شهر العسل مقابل وعد من الفتاة بأن تكون له بعد الزواج وهو وعد سرعان ما "يتبخر" ويذهب مع الريح .
ورغم تحذير علماء الاجتماع والصحة النفسية والدين وخبراء العلاقات الأسرية ورجال القانون، من مخاطر تنامي هذه الظاهرة على الأفراد والأسر والمجتمع، ومطالبتهم بوضع "آلية" محددة للإبلاغ عن الفتيات "المبتزات" للشباب وتطبيق العقوبات المناسبة عليهن فقد بلغت نسبة حالات الابتزاز 10% من مشكلات الشباب وكثيرين من الضحايا يرفضون إبلاغ الأجهزة الرسمية ضد الفتيات، بزعم الحفاظ على رجولتهم، وحماية سمعتهم، ويفضلون حل تلك المشكلة سلميا وبشكل سري .
وبحسب التحقيق الصحفى الذى نشرته جريدة "الوطن" السعودية الصادرة اليوم السبت قال طلال.ع " موظف في مستوصف خاص" أتت امرأة وطلبت أن أَدُلّها على المختبر فوصفت لها مكانه ولكنني فوجئت بعودتها بعد قليل بدعوى أنها لم تعرف الطريق جيدا، فقمتُ معها، وأوصلتها إلى المختبر وفي الطريق طلبت رقم هاتفي، فأعطيتها رقم "تحويلة" المكتب، ولكنها أصرت على رقم الجوال، خشية أن تطلب مساعدتي فلا تجدني في مكتبي .
يضيف قائلا أعطيتها رقم جوّالي من باب حسن الظن، وبعد يومين اتصلت بي، وعرّفتني بنفسها، فتذكّرتها، وأعطيتها نتائج تحليلها، وفي المساء كرّرت اتصالها، وأبدت إعجابها بشخصي، وأكدت أنها شُغِفَت حبا بي فأبديت اعتراضي الشديد على أسلوبها. في اليوم التالي فوجئت بدخول امرأة إلى مكتبي، فسألتها أي خدمة أستطيع تقديمها لك؟ فقالت أنا "فلانة" جئت من أجلك أنت أريد أن أراك، وأعرف أسباب عدم قبولك لي.. ثم هدّدتني قائلة: "لن أتركك في حالك.. سأقوم بزيارتك كل يوم" . وبالفعل استمرت تأتي وتذهب وتتصل قرابة الشهر. ولفت إلى أنه اضطر إلى تغيير شريحة الجوال، ولكن ذلك لم يأت بأي نتيجة، الأمر الذي أجبره على تغيير مقر عمله، والانتقال إلى منطقة أخرى.
وبحسب التحقيق ذاته إعترف آخر بأنه كان على علاقة مع امرأة مطلقة استمرت فترة طويلة، حتى تقدم لخطبة إحدى قريباته. ويقول عندما عرفت تلك المرأة نبأ خطوبتي طَلَبت أن تراني في مقابلة أخيرة بيننا، فوافقتُ حتى أتمكن من طي صفحتها، وألتفت لزواجي، ولكني فوجئت بها تهددني بالفضيحة عند خطيبتي وأهلها، لأنها تحتفظ برسائلي وصوري، وطلبت "المال" مقابل "الصمت" .
يؤكد الدكتور الكسناوي أن المشكلة تكمن في معاناة الشباب من الفراغ الفكري، والعاطفي، والنفسي، والاجتماعي، الأمر الذي يجعلهم يقعون فريسة لعبارات الحب ، وضحايا للخسائر المادية الفادحة التي تبدأ برسائل الجوال والأرقام والمواعيد، مرورا بسلب ما لديهم من أموال، وطلب الهدايا، وانتهاء باللقاءات غير المشروعة التي تؤدي إلى وقوع الشباب في مخالفات مرفوضة من الجميع. ولفت إلى أن خطورة هذا الأمر تكمن في اعتقاد كثيرين أن المرأة محصنة من ممارسة تلك الأعمال، كما أن الرجال اعتادوا على أن من يقوم بالابتزاز هم الشباب، إضافة إلى عدم قدرة الشباب على الشكوى أو الاتجاه إلى الجهات الأمنية للإبلاغ عن الابتزاز والنصب العاطفي، كما أن الفتيات هن المصدقات دائما، لأن التحرش عادة يبدأ من الذكور.
وطالب بالتعاون في وضع حلول لمثل هذه المشكلة، بحيث تشمل توعية الأسرة بحسن تربية الفتاة، وحلّ مشكلات المرأة، وعدم إقصائها عن العمل، وتوجيه رسائل لأولياء الأمور حول المشكلات القبلية والعادات والتقاليد التي تحد من زواج الفتيات، والعمل على حل مشكلات الزواج، ومنع الزواج بالإكراه، والتوقف تماما عن حرمان الفتاة من الزواج بسبب الوظيفة.وشدد على أن الفتاة تحتاج إلى أن تتغلب على ما لديها من الخواء والقلق، وأن يكون هناك تفريغ للعواطف لزوجها، وأطفالها، وعائلتها. وحذر من وجود فتيات نصابات محترفات يقمن بهذه العمليات، وغالبا ما يكون الضحية الشاب الذي لا يستطيع بأي حال أن يعترف بتعرضه للنصب، خوفا من ازدراء المجتمع له.