سؤال نجيب عليه كثيرا إن سئلنا هل تحب الله؟
فنجيب بفطرتنا وبقلبنا وبلساننا..((نعم))
لكننا نعصى الله رغم أننا نحبه
ترى لماذا؟
يقول العلماء اعرف الله حتى تحبه . فكلما زادت معرفة العبد بربه زاد حبه له. وكلما فكر في نعم الله عليه قوي حبه لربه لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها. ، فالإنسان بعقله يؤمن ، وبقلبه يحب ، وهل الإنسان إلا عقل يدرك ، وقلب يحب .. وقد ورد في الأثر: " أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً " عندما يحب المسلم إلهه وربه جلَّ وعلا حقَّ الحبِّ، تتحرك كل صغيرةٍ وكبيرةٍ فيه إلى طاعه
وفعلاً للخير يلقي بثمره على كل من يدنو من فيء هذا المسلم وظله.
يصبح المسلم كالشجرة المثمرة...والتي إرتوت جذورها بحب الله
ولكي نكون كتلك الشجرة
لابد أن نتعلم كيف نحب الله تعالى
اتعب .. وابحث .. ونقب .. وفتش ..
عن كل طريق يوصلك إلى تعزيز محبة الله جل جلاله في قلبك
حتى يمتليء قلبك بمحبة الله جل في علاه
فإذا هبت نسائم تلك المحبة وتعطرت بها روحك ..
فقد انفتح لك باب تلج به إلى الشفافية
لترى أنك قد ولدت من جديد ..
فالأمر ليس سهلاً وليس صعبًا في الوقت ذاته؛ فالقرب من الله تعالى له عناءٌ لذيذٌ لا يستشعره إلا من سعى إليه، ولا يهنأ به إلا من وصله وناله.
قيام الليل مدرسة المؤمنين ومناجاة رب العالمين
الشوق إلى المسجد وللهرولة إليه للوقوف بين يدي الله بقلب يهتز في خشوع
التستر بالحجاب طاعة وحبا لله وطلبا لرضاه
برالأم وطاعة الأب والنظر إليهما بحنان لأن الله امرنا بذلك وحبا في التقرب إليه
معاملة الناس بالحسنى والصبر على أذاهم ونصحهم بصدق والخوف عليهم كما نخاف على أنفسنا من النار
وعيادة المريض وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار
يفعل المسلم كل ذلك من منطلق الإيمان،
ومن باب التقرُّب إلى الله تعالى وتوطيد الصلة به سبحانه، لا من أي باب آخر، وهكذا يجد حلاوة حب الله في قلبه
ويستشعرها بجوارحه
لا شيء على الإطلاق يمكن أن يشغل قلب المحب غير محبوبه ..فكيف تشغلنا أنفسنا عن ذكر الله ونحن نحبه!
قرأت أبياتا من الشعر ومتفرقات ممن يزعمون الحب ويتحدثون عن محبوبهم
فتعجبت
هل وصلوا إلى هذه الدرجة؟
وأين نحن من حبنا لله؟
فإذا صحوتَ فأنت أولُ خاطرٍ ** وإذا غفا جنبي فأنت الآخرُ
لولاك ما شاقني ربعٌ ولا طللٌ ** ولا سعت بي نحو الحمى قدمُ
إذا وصلت فكل شيءٍ باسمٌ ** وإذا هجرتَ فكل شيءٍ باكي
فهل هذا حالنا مع الله؟
لعلك غضبان ولستُ بعالمٍ ** سلامٌ على الدارين إن كنتَ راضيا
فهل هذا حالنا؟
أعدِ الحديثَ عليّ من جنباتهِ ** أنّ الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ
حديقة الشيطان
إنها حديقة خادعة مظاهرها...
جذابة ألوانها
لكن زهورها كلها أشواك
ستخدعك بحلاوة لونها وربما ستناديك أغصانها...
فأنتبه وإلا...سقط في بئر عميق
وسيصعب عندها إخراجك
حديقة الشيطان...زرعها بنفسه وسقاها بالفتن..
وأنبتت في قلب كل غافل شجرة قبيحة كلها ثمار...
ولكنها ثمار عقيمه
الدنيا أحيانا حديقة أحيانا للشيطان
عندما تخلو من ذكر الله ومحبته
عندما تكون وحدك فيها بلا صحبة تعينك على نفسك الأمارة بالسوء
عندما تجري فيها كركض الوحوش في البرية...
ولا تنتبه إلى حق الله عليك
أبحث لنفسك عن واحة هنا أو هناك
تستأنس بها
وتستظل بشجارها
وترتوي بعذوبة آبارها
وأين تلك الواحة؟؟
إنها في رحاب المسجد...حيث تستأنس بأخ لك تحبه في الله ..لتستظلا بحقوق الأخوة
ويرتوي كلاكما بعذوبة كلام الله وقرآنه
هيا معا
فلنخرج من حديقة الشيطان لنبحث عن الواحة الخضراء
ونبحث عن أخوة في الله تعرفنا كيف نحب الله
فالصحبة مدرسة تربوية تنافس المدرسة النظامية وتقول العرب: "الصاحب ساحب"، فإما أن يسحب إلى الخير أو يوجهك إلى الشر.
فلا تصاحب إلا مؤمن...وأحبه في الله
__________________
ليس المهم أن تضع ردا المهم أن تستفيد
اعلم انك تموت وتفنى وكلماتك هنا بعدك تبقى