شهدت اليونان أمس، إضراباً عاماً واشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين فى احتجاجات شارك فيها ملايين اليونانيين، أمس، اعتراضاً على السياسات الحكومية التقشفية، حيث قُتل ٣ أشخاص عندما ألقى محتجون زجاجة حارقة على مبنى يضم أحد البنوك وسط العاصمة أثينا.
ورشق المتظاهرون الذين شاركوا فى مسيرة ضمت عشرات الآلاف فى أثينا قوات الأمن بالحجارة وقطع الرخام والزجاجات الحارقة وقنابل البنزين، وأشعلوا النيران فى صفائح القمامة، وكسروا واجهات المحال التجارية، كما حاولوا اقتحام مقر البرلمان، مطالبين بإحراقه قبل أن يصدق اليوم على اتفاق «إنقاذ» البلاد من الإفلاس الذى تم التوصل إليه مع صندوق النقد الدولى ومنطقة اليورو، إلا أن قوات الأمن التى وضعت فى حالة تأهب عامة، صدتهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وأصيبت البلاد بحالة من الشلل العام، وتوقفت حركة الطيران، وتعطلت المواصلات والمصالح العامة، بسبب إضراب ٣ ملايين يونانى فى واحد من أقوى الاحتجاجات على خطط التقشف الحكومية لمواجهة الأزمة المالية، وتنفيذا لبنود الاتفاق مع دول منطقة اليورو وصندوق النقد الدولى بتقديم حزمة إنقاذ بنحو ١١٠ مليارات يورو مقابل تنفيذ سياسات تقشفية لتوفير ٣٠ مليار يورو خلال ٣ سنوات،
وتشمل تلك السياسات تجميد الرواتب والحوافز وفرض ضرائب جديدة، وإلغاء مكافآت العطلة، ورفع ضرائب المبيعات من ٢١ إلى ٢٣%، ووقف التعيين فى القطاع العام، ورفع ضريبة المحروقات والتبغ، وتقليص معاشات الموظفين بمقدار ٨%.