اجتمع اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية إلى عدد من القوي السياسية السودانية استعدادا لتبني القاهرة حوارا موسعا بين جميع الإطراف السودانية وحركات التمرد في دارفور لإنهاء الصراع في الإقليم.
ونقلت صحيفة "الحقيقة الدولية" عن مصادر مطلعة قولها:" ان الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني اجتمع بسليمان مؤخرا واقترح عليه ان تتدخل مصر لإنهاء الصراع في دارفور من خلال رعاية مصر حوارا بين القوي الرئيسية في السودان نظرا للدور الإقليمي الذي تتمتع به خلافا للعلاقات التاريخية والجغرافية بين البلدين".
وأوضحت المصادر ان سليمان رحب بالمبادرة ووعد المهدي باجتماع قريب تدعو اليه الخارجية المصرية .
من جهة أخرى أكدت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى إلى ان القاهرة تنظر بقلق إلى التحركات الإسرائيلية في تشاد وإرسال إسرائيل لخبراء عسكرية في المنطقة الحدودية مع السودان نظرا لارتباط تلك التحركات بالوضع في دارفور .
يأتي هذا في الوقت الذي رفضت فيه القاهرة الحديث عن تقارير إعلامية أشارت إلى وجود صفقة طرحتها دول غربية بعدم ترشيح الرئيس السوداني عمر البشير الى فترة رئاسية جديدة مقابل التغاضي عن قرار المحكمة الجنائية بتوقيفه.
ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي قوله:" إن اللقاء الذي عقده وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مع المبعوث الأمريكي للسودان سكوت جريشن جاء فى إطار التشاور والتنسيق بين الولايات المتحدة ومصر بالنسبة للمسألة السودانية لأن واشنطن تدرك حجم الاهتمام والتأثير المصري فيما يتعلق بالوضع السوداني".
وأضاف "أن ابو الغيط ركز في حواره مع جريشن حول الوضع الخاص بالشمال والجنوب".
وقال زكي" ان الولايات المتحدة تريد أن تعتمد على الرؤى الإقليمية في التعامل مع الوضع وهي ليست بصدد فرض رؤيتها ولكنها تريد أن تفعّل الرؤى والتحركات الإقليمية لدول الجوار التي لديها القدرة على تفعيل الوضع وتحسينه وتحريكه ودفعه الى الأمام".
واشار إلى اتفاق في الرؤى حول ضرورة العمل على تهدئة الوضع بين السودان وتشاد في ضوء أن هذا العنصر هو عنصر توتر أساسي للوضع في دارفور.
وبشأن وجود تعاون مصري ـ سوداني لضبط الحدود بين البلدين خاصة بعد التقارير حول تهريب الأسلحة التي تتم عبر الحدود وتوجيه ضربة لسفينة إيرانية تحمل أسلحة في ميناء بورسودان، قال زكي ان للموضوع أبعادا كثيرة ويتم بحثه من خلال قنوات الأجهزة المعنية.