أشاد الرئيس السوري بشار الاسد في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد في دمشق يوم 5 مايو/ايار بأهمية العلاقات الاستراتيجية السورية -الايرانية مؤكدا على ضرورة التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين من اجل الوصول بالمنطقة الى الاستقرار.
وأكد الاسد "على ضرورة العمل المشترك والدؤوب من أجل الوصول بالمنطقة الى الاستقرار والاستقلال، وذلك يعني ان يكون مصير كل دولة مرتبط بقرارها وقرارها مصنوع بأيدي أصحابها وأهلها وقاطنيها".
وواصل الرئيس الاسد قوله "عندما نتحدث عن الاستقرار لايمكن ان نغض النظر عن معاناة الشعب الفلسطيني ومايتعرض له من تنكيل وقتل وارهاب من قبل الاسرائيليين ولايمكننا ان لانذكر المقاومة االفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني" . واضاف "ان حوارنا المشترك اليوم مع الرئيس الايراني ركز حول كيفية دعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته بكل ما تعني هذه المقاومة من معاني واوجه". وشدد الاسد على ضرورة التوصل الى وحدة فلسطينية قائلا" لايمكن للشعب الفلسطيني ان يصمد وان يقاوم وهناك انقسام على الساحة الفلسطينية السياسية". كما وبحثنا "كيفية العمل على فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة".
وحول الوضع في العراق قال الرئيس السوري "نحن مرتاحون للتطورات الاخيرة في العراق، خاصة انتخابات الادارة المحلية التي حصلت مؤخرا واعطت مؤشرات قوية وواضحة على ان الشعب العراقي يريد وحدة العراق". "واكدنا على ضرورة دعم الحكومة العراقية الحالية في مساعيها الدؤوبة من اجل تحقيق المصالحة بين ابناء الشعب العراقي ومختلف اطيافه، وذلك بهدف التوصل الى انسحاب امريكي كامل وخروج اخر جندي امريكي من البلاد .
واكد الاسد دعم سوريا لايران في ملفها النووي قائلا: "لقد اكدت لنجاد ان موقف سوريا من الملف النووي الايراني ثابت ومعروف لان من حق اي دولة في هذا العالم ان تمتلك الطاقة النووية السلمية وهذا الحق تضمنه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الموضوع". واضاف "اما الحديث عن طرح شكوك حول وجود برنامج عسكري فعلى الاقل على الجهات التي تطرح هذا الطرح ان ترينا فقط من اجل المصداقية، مالذي ستفعله تجاه برنامج نووي عسكري مطبق منذ عقود طويلة في اسرائيل، عندها سيكون لهذا الكلام ولهذه الشكوك مصداقية". وقال " للأسف، كلنا يعرف ان الموضوع عبارة عن عملية سياسية نحن نرفضها وكثير من الدول في هذا العالم ترفضها ايضا".
وفيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين قال الاسد "لقد بحثنا العلاقات الثنائية وعبرنا عن رضانا عن هذه العلاقات وعن تطورها، وهناك خطوات تتم بشكل مستمر بالنسبة لتطوير هذه العلاقات".
من جهته قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان موقف ايران وسوريا يزداد قوة يوما بعد يوم اقليميا ودوليا. كما واشاد بمستوى التنسيق المشترك بين دمشق وطهران تجاه قضايا المنطقة . وقال نجاد إن النظام السياسي والاقتصادي والأمني المنبثق عن الحرب العالمية الثانية وصل إلى نهايته، داعيا إلى ضرورة إصلاح النظام العالمي الراهن.
ووصل لرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم 5 مايو/ايار إلى دمشق في زيارة تستمر يوما واحدا يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد وعددا من كبار المسؤولين السوريين. وتجدر الاشارة الى أن زيارة نجاد إلى سوريا هي الثالثة له منذ استلامه السلطة.
ومن المعروف أن العلاقات بين طهران ودمشق على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي تطورت بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة، وكان من المقرر ان يزور الرئيس احمدي نجاد البرازيل وفنزويلا والاكوادور بعد زيارته لسوريا، لكن زيارته لاميركا اللاتينية تم تأجيلها الى موعد آخر.